من هو الجنرال “المدمر” الذي أدانته الجنائية الدولية بممارسة “الاستعباد الجنسي”؟

أدانت المحكمة الجنائية الدولية بوسكو نتاغاندا زعيم الحرب السابق في الكونغو الديموقراطية بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق مدنيين، والاستعباد الجنسي، واغتصاب فتيات تم تجنيدهن في جمهورية الكونغو الديموقراطية.

واعتبر قضاة المحكمة أن نتاغاندا الملقب بـ”ترمينيتر” (المدمر)، والبالغ حاليا من العمر 45 عاما، قد أدى دورا رئيسيا في فظاعات ارتكبت في عامي 2002 و2003 في منطقة إيتوري المضطربة والغنية بالثروات المعدنية في شمال شرق البلاد.

وأدين زعيم الحرب السابق بـ 18 تهمة تتضمن ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بما في ذلك قتل وشن هجمات ضد مدنيين وتهجيرهم واغتصاب أطفال دون سن الـ 15 عاما واستعبادهم جنسيا وتجنيدهم خلال الصراع شرق الكونغو الديموقراطية في عامي 2002 و2003 . وقد نفاها جميعا.

وستنطق المحكمة بالحكم في الجلسة المقبلة، ويواجه نتاغاندا عقوبة السجن مدى الحياة، لكن القرار القضائي قابل للاستئناف.

ولد نتاغاندا عام 1973 في كينينغي، وهي مدينة صغيرة في رواندا على سفح جبل فيرونغا وتشتهر بوجود حيوان الغوريلا فيها.

وخلال مراهقته هرب نتاغاندا إلى نغونغو شرقي الكونغو الديموقراطية، عقب هجمات تعرض لها التوتسي في رواندا.

ودرس في المدرسة الثانوية في الكونغو الديموقراطية، ولكنه لم يتخرج منها.

وفي سن السابعة عشر من عمره انضم إلى الجبهة الوطنية الرواندية المتمردة جنوبي أوغندا.

وقاتل تحت قيادة زعيم الجبهة رئيس رواندا الحالي، بول كاغامي، لإنهاء الإبادة الجماعية.

وبعد امتداد الاضطرابات إلى الكونغو الديموقراطية، بدأ في التنقل والقتال بين صفوف المتمردين حينا والجيوش الوطنية حينا آخر في كل من رواندا والكونغو.

وفي عام 2002 انضم إلى الجبهة الوطنية الكونغولية المتمردة في منطقة إيتوري، وأمضى 3 سنوات قائدا للعمليات العسكرية لقوات توماس لوبانغا.

وكانت الفظائع التي ارتكبت في إيتوري هي التي أدانته بها المحكمة الجنائية الدولية.

ثم انتقل إلى جبهة متمردة أخرى هي (سي إن دي بي) CNDP تحت قيادة لوران نكوندا الذي كان مثله قد بدأ في صفوف المتمردين الروانديين الذين أنهوا الإبادة الجماعية.

وبدعم من رواندا أطاح بالجنرال نكوندا وتولى قيادة CNDP.

ورغم أنه كان مطلوبا من قبل محكمة جرائم الحرب الدولية إلا أنه، ووفقا لشروط اتفاق السلام عام 2009، انضم نتاغاندا للجيش الوطني ورُقي لرتبة الجنرال.

لم يمثل نتاغاندا للمحاكمة بعد نهاية الصراع لسنوات عديدة بسبب رفض رئيس الكونغو الديموقراطية جوزيف كابيلا اعتقاله وتسليمه.

وتحول زعيم الحرب السابق إلى جنرال في الجيش وظل حرا بمدينة غوما شرقي البلاد، يتمتع بالحصانة والحياة المرفهة في منطقة يتهمه أهلها هو وجنوده بممارسة الاغتصاب والسلب والنهب والقتل، في إقليمي كيفو الشمالي وكيفو الجنوبي ومنطقة إيتوري في شمال شرقي الكونغو الديموقراطية.

وكان مقر قيادته في غوما حيث قاد 50 ألف جندي أغلبهم من المتمردين السابقين الذي ظلوا على ولائهم له.

وبحسب تحقيق للأمم المتحدة فقد أقام نتاغنادا إمبراطورية تجارية مزدهرة في إقليمي كيفو الشمالي وكيفو الجنوبي، وكان يجمع الضرائب من المناجم المملوكة لجنود تحت قيادته، ومن أسواق الفحم، ونقاط التفتيش غير القانونية.

Leave a comment